لم يعد تقبل كل ما هو تقليعة يسبب أرقاً لصناع الموضة والأزياء، لأنهم وجدوا في فتيات ما تحت سن العشرين مدخلاً إلى سرعة انتشارها بصورة لا يتصورها عقل.
وحتى يتوصل الخبراء والمصممون إلى جعل الموضة وكل ما هو جديد حديث الساعة لدى هذه الفئة من العمر، لجأ هؤلاء إلى مخاطبتهم بصورة تدغدغ أحاسيسهن وذلك من خلال تتبع والبحث عن الألوان الغريبة والصيحات غير التقليدية وأحدث التقليعات في كل شيء يهم الفتاة بصورة أكيدة.
وفتاة البحرين هي احدى المقصودات بسياسة هؤلاء الخبراء والمصممين لأنها لا تختلف عن فتيات العالم ولأن أسواق البحرين باتت مفتوحة على العالم، وهذا ما أكدته مجموعة منهن لـ ‘’الوقت’’، حيث ابدين أن متابعة احدث خطوط الموضة صار يشكل لديهن نوعاً من الإدمان والسبب كما أوضحنه:
‘’تتبع الموضة أصبح نوعا من الهواية لدى الفتيات’’، فحسب ما أوضحته الشابة دينا قاسم - 20 عاماً ‘’ ‘’أصبح هناك سباق على الموضة كهواية جديدة تميل لها أغلب الفتيات وترى انها الحل المناسب لقضاء وقت فراغها’’.
وأضافت ‘’نحن الفتيات نحب أن نتمرد على كل ما هو تقليدي ونبحث عن الجديد، وهذا يقود كل واحدة منا الى أن لا تحب إخبار الآخرين عن ما وجدت ولا عن المحل الذي ذهبت إليه’’.
إنها لذة البحث عن كل ما هو غريب، وهذا ما تراه ساجدة رضا - 18 عاماً ‘’احب اقتناء كل ما هو غريب وملفت حتى لو قيل انه غير مناسب لعمري، فهذا يمنحني شعوراً بالتفرد بالقطعة عن قريناتي’’.
وأوضحت أن ما يغذي لديها هذا الاهتمام هو ‘’كثرة المطروح في الأسواق والمغريات وتنوع مصادرها، فطفح الأسواق بالماركات المقلدة أتاح لي أن ارتدي كل ما تنتجه دور الأزياء العالمية من موديلات وتصاميم وبأرخص الأسعار’’.
وفي إشارة الى أم حمد - ربة بيت- رأت أن تنوع مصادر المعلومات من صحف ومجلات وبرامج ازياء تلفزيونية وحتى مواقع الشبكة العنكبوتية ‘’كل ذلك جعل فتياتنا يصبحن خبيرات في اتجاهات الموضة الحديثة وفي احدث التقليعات’’.
وأضافت ‘’وليس هذا فحسب، فبفضل هذه الوسائل وانتشارها بتن اليوم يعرفن أحدث قصات وألوان الشعر وحتى منتجات التجميل، وبسببها لا اندهش عندما تخبرني ابنتي بأن لون شعري ‘’مب فاشن’’ بعد عودتي من الحلاق لأنها قرأت على احدى المواقع أن اللون ‘’الفلاني’’ هو الموضة لهذا الموسم’’، مشيرة الى أيام زمان عندما كانت أمها تقوم بمهمة التسوق بدلا عنها الى أن تزوجت، لأنها لا تعرف ما هي مستجدات الأسواق او حتى اتجاهات الموضة الا من خلال ما يعرض من ‘’الفيترينات’’ في سوق باب البحرين.
أنهن لا ينظرن الى الموضة ‘’مجرد شكليات’’ فحسب ما تراه زهراء جواد - 20 عاماً - ‘’اتباع الموضة بالنسبة لنا نحن الفتيات صار أمرا واجباً علينا مثل الشرب والأكل، وإلا حسبنا إننا متخلفات عن الركب، أننا نعيش في مجتمعات بشرية تهتم بالمظاهر، ويكفي أننا عندما نرى ماركة الشنطة التي طبع عليها حرفان مشهوران نحكم على أن صاحبتها اقتنتها من دار الأزياء الفلانية وبالتالي إنها ذواقة وإنها تبذل الغالي في سبيل اناقتها’’.
وأضافت ‘’اصبحت نظرة المجتمع في الحكم على الشخص من مظهره، وهذا قادنا الى أن نهتم بالإكسسوار والمكملات من شنطة أو صندل أو ساعة أكثر من اللبس نفسه، وصرنا نبالغ الى حد اننا اصبنا كمجتمعات بمرض الهوس بجنون الموضة’’.